سوق البحرين «إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي.
سوق البحرين العتيقة… روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية
يمثل سوق البحرين العتيقة قلب الثقافة والتراث البحريني، حيث يمتزج عبق التاريخ بجمال الحاضر في أجواء فريدة تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن. يتميز السوق بمتاهته من الأزقة الضيقة والدكاكين الصغيرة التي تعكس روح الأصالة وتاريخ البحرين التجاري العريق.
يعتبر هذا السوق، الذي يقع في قلب العاصمة المنامة، وجهة مفضلة للسكان المحليين والسياح على حد سواء. تُعرض في محاله مجموعة متنوعة من البضائع التقليدية، مثل الأقمشة المطرزة، والتوابل، والعطور العربية، بالإضافة إلى الحرف اليدوية التي تُبرز مهارة الحرفيين البحرينيين. كما يزخر السوق بمحلات الذهب والمجوهرات التي تُعد علامة بارزة في تاريخه.
المقاهي القديمة التي تنتشر في أرجاء السوق تضيف لمسة من الحنين، حيث يمكن للزوار التمتع بفنجان من القهوة العربية أو الشاي البحريني وسط أجواء تراثية دافئة. هذه المقاهي ليست مجرد أماكن لتناول المشروبات، بل هي مساحات تجمع السكان والزوار للتفاعل وتبادل القصص، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويُظهر كرم الضيافة البحرينية.
يُعرف السوق أيضًا بجلساته التراثية التي تقام في الساحات المفتوحة، حيث تُنظم فعاليات ثقافية وفنية تعرض الموسيقى الشعبية والرقصات التقليدية. هذه الأنشطة تُحيي التراث البحريني وتُظهر جماله للأجيال الجديدة وللزوار من مختلف أنحاء العالم.
مع تطور الزمن، استطاع سوق البحرين العتيقة الحفاظ على هويته وروحه رغم الحداثة التي طرأت على المدينة. فهو يمثل نافذة حية على تاريخ البحرين وإرثها الغني، ويظل مكانًا مثاليًا لاستكشاف الثقافة المحلية وشراء التذكارات التي تحمل عبق هذا البلد الجميل.
إن زيارة سوق البحرين العتيقة هي تجربة لا تُنسى، حيث يتجلى فيها التراث والثقافة في أبهى صورها، مما يجعله وجهة لا غنى عنها لكل من يرغب في التعرف على روح البحرين الحقيقية.