شهد سوق الأوراق المالية خلال الفترة الماضية سعي شركة حديد عز نحو التخارج من البورصة – من خلال الشطب الاختياري.
وبررت شركة حديد عز، أسبابها متمثلة في ارتفاع المخاطر في ضوء ما تشهده الصناعة من تقلبات ناتجة عن انتشار الإجراءات الحمائية في أوروبا وباقي دول العالم التي يتم التصدير إليها بجانب تجنب التقلبات السعرية على سعر السهم بما قد يؤثر بالسلب على الشركة والمساهمين.
ويرى خبراء في سوق المال، تحدثوا لمصراوي، أنه في الوقت الذي تسعى فيه شركة حديد عز نحو الشطب الاختياري يعد المستفيد الوحيد من هذا التخارج هو المساهم الرئيسي أحمد عز بينما طرفي المعادلة خاسرين وهم سوق البورصة الذي سيتأثر بشكل سلبي نظرًا لفقدان السوق القيمة السوقية، والمساهمين الذين لا يريدون حدوث تخارج للشركة.
سوق الأوراق المالية متضر في حال تم الشطب
وتقول رشا محسب، مدير عام شركة سفير لتداول الأوراق المالية، إن سعى الشركة نحو الشطب الاختياري خاصة في هذا التوقيت سيكون له تأثير سلبي أداء البورصة خاصة في ظل رغبة الحكومة في استكمال برنامج الطروحات الحكومية.
وأكدت رشا، أن قرار الهيئة العامة للرقابة المالية الخاص بمنع أسهم المساهم الرئيسي–أحمد عز الذي يمتلك نسبة تزيد عن 68% من أسهم الشركة– وأسهم الأطراف المرتبطة به من التصويت على قرارات الجمعية العامة غير العادية المتعلقة بالشطب الاختياري لأسهم الشركة؛ يرجع إلى وجود قوانين وتشريعات دفعت الهيئة لاتخاذ هذه الاجراءات لحماية حقوق المساهمين.
وأشارت رشا، إلى أن الهيئة العامة للرقابة المالية إذا لم يكون لديها ما يثبت قانونيًا أحقية منع المساهم أحمد عز من التصويت لم تكن لتقدم على هذا القرار؛ لذلك الهيئة تعمل لصالح المساهمين.
وتابعت رشا، أننا في انتظار قرار رئيس لجنة التظلمات_ يوم الأربعاء 22 يناير_ الخاص بالنظر في التظلم المقدم من المساهم الرئيسي للشركة وهو أحمد عز؛ لمنعه من التصويت، مضيفة أنه في حال لم يتم قبول التظلم سيكون قرار شطب الشركة الإختياري متروكًا للمساهمين ” الأقلية “.
واتفق معها، حسام الغايش، العضو المنتدب لأحد شركات إدارة المحافظ والصناديق الاستثمارية، قائلا: إن الشطب الاختياري لشركة حديد عز جاء بناًء على رغبة المساهم الرئيسي للشركة في الخروج وهو الرابح الوحيد.
وشهد سهم شركة حديد عز منذ الشهر الماضي ارتفاعًا بشكل تدريجي ليصعد سعر السهم من 107 جنيه – في جلسة 9 ديسمبر 2024 الذي تم فيها الإعلان عن رغبة الشركة من خلال إفصاح في شطب قيد أسهم الشركة من جداول البورصة المصرية اختياريًا – لـيصعد سعر سهم الشركة لـ 128.75 جنيه سعر الإغلاق جلسة اليوم.
المساهمين أمام سيناريوهات عديدة لتلافي الأضرار في حال الشطب
واستكملت رشا، أن المساهمين أمام خيارات عديدة أولها امكانية البيع في السوق حاليًا بالسعر المتداول على شاشة البورصة – سجل سعر السهم في إغلاقات جلسة اليوم 128.75 جنيه للسهم – أو الانتظار لحين الإعلان عن صفقة الشطب الاختياري والبيع بالسعر العادل الذي أقرته شركة BDO كيز للاستشارات المالية عن الأوراق المالية -هي المستشار المالي المستقل عند 138.15 جنيه.
وأوضحت رشا، أنه صفقات الشطب تتم من خلال فتح شاشة OPR _سوق الصفقات_ كسوق مغلق للمساهمين لبيع أسهمهم بالسعر العادل.
وأضافت رشا، أنه في حال عدم قيام المساهم بالبيع عند فتح سوق الصفقات، الذي يكون له مدة محددة، يتم وضع الشركة في سوق خارج المقصورة لفترة معينه؛ بما يسمح لأي مساهم من الخروج بالسعر العادل المعلن من قِبل الشركة إذا لم يتخارج في مرحلة سوق الصفقات.
وأكملت رشا، أنه يوجد مساهمين يريدون الاستمرار في التواجد في الشركة في حال تم شطبها ؛ نظرًا لأنهم يرون أن قيمة العادلة للورقة المالية أعلى من القيمة صفقة الشراء بجانب رغبتهم في الاستفادة من معدلات الربحية للشركة.
وأشارت إلى أن الشركة – في حال شطبها – تتواجد في سوق خارج المقصور لفترة معينة ثم تنتقل لسوق المفتوح الذي لا تتم تعاملات البيع والشراء فيه من شركات السمسرة إنما يعتمد المساهم الراغب في الخروج على وجود مشتري للأسهم حيث السعر يعتمد على العرض والطلب بين البايع والمشتري.